تراجع اليورو مقابل معظم العملات الرئيسية بشكل حاد وخاصة الدولار الأمريكي خلال الحصة الماضية حيث قفز الزوج من مستويات فوق 1.13 إلى ما دون 1.1180 في غضون بضع ساعات كأدنى مستوى منذ شهر يويو لسنة 2017، وذلك عقب تصريحات ماريو دراغي، الذي أعلن عن خطط جديدة لدعم النمو في منطقة اليورو من خلال إطلاق حزمة من المساعدات الموجهة للبنوك. وتأتي هذه الإجراءات عقب انخفاض معدلات النمو والتضخم في منطقة اليورو دون النسب المستهدفة، في محاولة لدفع عجلة النمو.
تهدف الإجراءات الجديدة للبنك المركزي الأوروبي إلى تسهيل عملية الإقراض وإعادة التمويل التي قد تمتد إلى الربع الأول من سنة 2021. بالإضافة لتخفيض التوقعات المتعلقة بنسب النمو خلال السنوات الثلاث المقبلة مع تخفيض نسب النمو المتوقعة لسنة 2019 من 1.7% إلى 1.1%. بالإضافة إلى تأجيل النظر في معدلات الفائدة إلى نهاية السنة بعد أن كان الموعد المحدد لذلك شهر يونيو المقبل.
بالرغم من أنه لم يكن أحد ينتظر إجراءات تشددية من دراغي نظراً للبيانات السيئة الصادرة من منطقة اليورو، إلا أن الانخفاض الكبير لليورو الذي فاق 140 نقطة أمام الدولار، يعكس القلق الكبير في الأسواق اتجاه المستقبل الاقتصادي للاتحاد الأوروبي حيث لم تتوقع هذه الأخيرة إطلاق برنامج مالي تحفيزي جديد وخاصة أنه لم يمضي سوى بضعة أشهر على إيقاف عملية شراء السندات.
على المدى المتوسط يتوقع أن يستمر الاتجاه الهابط الحالي لليورو مقابل الدولار الأمريكي في ظل المستجدات الأخيرة والوضع القوي للدولار الأمريكي على ضوء بيانات الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الماضية، وخاصة في حالة التوصل إلى اتفاق مع الصين حول التبادل التجاري.
ينتظر اليوم ان يتم الإعلان عن أرقام الوظائف بالقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة، أي رقم يفوق التوقعات قد يدفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي إلى مستويات دنيا جديدة مع استهداف مستوى 1.1130 – أدنى مستوى محقق في 20 يونيو 2017 – ثم مستوى 1.1040 الهدف السعري لاختراق المثلث الهابط المكون منذ بداية السنة الحالية. وعلى الجانب الآخر، في حالة كانت الأرقام دون التوقعات قد نرى ارتداداً للزوج نحو منطقة 1.13، حيث سيجد مقاومة كبيرة من خط الاتجاه القادم من منطقة 1.25 - أعلى مستوى مسجل في سنة 2018 -.